«إلى زملاء ولدي الصغير أحمد، الذين رفضوا حضور عيد ميلاده، تصديقاً لمقولة آبائهم عني.. إليهم حين يكبرون، ويقرؤون، ويدركون أننى دافعت عنهم وعن مستقبلهم وأن ما فعلوه كان أقسى عليّ من رصاص جيل آبائهم».
فرج فودة
قتل فرج فودة، أو شهيد الكلمة في 1992، أي قبل حوالى ٣٠ عاماً، بتحريض مباشر من جماعة «الإخوان» في مصر، حين أفتوا بتكفيره وإباحة دمه لمخالفته ومعارضته لمنهجهم، والمؤسف أن فرج فودة لم ينل ولو بنزر بسيط مما حظي به الكاتب البريطاني سلمان رشدي، رغم غزارة نتاج الأول وعمق فكره وصدق حرفه، مقارنة برشدي
الكاتب والروائي البريطاني من أصل هندي، الذي تعرض في 12 أغسطس للطعن عدة مرات أثناء حديثه على خشبة المسرح في معهد تشوتاكوا شمال ولاية نيويورك، وهو بالطبع ليس روائياً اعتيادياً بل اسماً برز ولمع صيته في ثمانينات القرن الماضي بعد حادثة شهيرة تتعلق بإصدار روايته «آيات شيطانية»، التي نشرت في العام 1988 وأثارت جدلاً كبيراً بين المسلمين وأكسبته صيتاً لا يتعلق بمحتوى وعمق طرحه بل بسبب السجال حول فحوى الرواية، وبعد أن أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني حينها فتوى بإهدار دمه، وجدّد التأكيد عليها خليفته علي خامنئي عام 2019، واعتبر بعض المسلمين أن الرواية مسيئة للذات الإلهية وللنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أثارت احتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي ما اضطر رشدي إلى التواري بعدما انتشر خبر رصد جائزة مالية - لا تزال سارية - لمن يقتله، ووضعت الحكومة البريطانية رشدي، منذ ذلك الحين، تحت حماية الشرطة، ومُنح عدة جوائز أدبية وتقلد لقب «سير» أو فارس!
لم تكن حادثة قتل فرج فودة هي الأولى، ولا الأخيرة في محاولات القتل والإيذاء والتكفير للكتاب والمفكرين، فقد سبقتها بعقود معارك عميد الأدب العربي طه حسين مع التكفيريين، وكانت معارك شرسة حدت من انطلاقته الأدبية وانتزع على إثرها جزء كبير من كتابه «الشعر الجاهلي»، وأعقب حادثة فودة بأقل من ثلاث سنوات وفي 1995 طعن الأديب العالمي صاحب جائزة نوبل «نجيب محفوظ» على يد متطرفين اتهماه بالكفر والخروج عن الملة بعد نشر روايته «أولاد حارتنا» على إثر الفتوى ذاتها التي قتلت المفكر فودة والتي صدرت من الشخص ذاته (عمر عبدالرحمن) مفتي جماعة الإخوان، والقائمة تطول بأسماء مفكرين وروائيين كانت حروفهم أسباب تهديد وقلق وإقصاء!
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يكمن الرعب في أيادٍ تلطخت بالدماء والتفجير تحركها عقولٌ فخخت بفتاوى العنف وقتل المختلف أو تكفيره، أم في حروف تنير العقل وتزهر الخيال وتثبط الكراهية؟
فرج فودة
قتل فرج فودة، أو شهيد الكلمة في 1992، أي قبل حوالى ٣٠ عاماً، بتحريض مباشر من جماعة «الإخوان» في مصر، حين أفتوا بتكفيره وإباحة دمه لمخالفته ومعارضته لمنهجهم، والمؤسف أن فرج فودة لم ينل ولو بنزر بسيط مما حظي به الكاتب البريطاني سلمان رشدي، رغم غزارة نتاج الأول وعمق فكره وصدق حرفه، مقارنة برشدي
الكاتب والروائي البريطاني من أصل هندي، الذي تعرض في 12 أغسطس للطعن عدة مرات أثناء حديثه على خشبة المسرح في معهد تشوتاكوا شمال ولاية نيويورك، وهو بالطبع ليس روائياً اعتيادياً بل اسماً برز ولمع صيته في ثمانينات القرن الماضي بعد حادثة شهيرة تتعلق بإصدار روايته «آيات شيطانية»، التي نشرت في العام 1988 وأثارت جدلاً كبيراً بين المسلمين وأكسبته صيتاً لا يتعلق بمحتوى وعمق طرحه بل بسبب السجال حول فحوى الرواية، وبعد أن أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني حينها فتوى بإهدار دمه، وجدّد التأكيد عليها خليفته علي خامنئي عام 2019، واعتبر بعض المسلمين أن الرواية مسيئة للذات الإلهية وللنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أثارت احتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي ما اضطر رشدي إلى التواري بعدما انتشر خبر رصد جائزة مالية - لا تزال سارية - لمن يقتله، ووضعت الحكومة البريطانية رشدي، منذ ذلك الحين، تحت حماية الشرطة، ومُنح عدة جوائز أدبية وتقلد لقب «سير» أو فارس!
لم تكن حادثة قتل فرج فودة هي الأولى، ولا الأخيرة في محاولات القتل والإيذاء والتكفير للكتاب والمفكرين، فقد سبقتها بعقود معارك عميد الأدب العربي طه حسين مع التكفيريين، وكانت معارك شرسة حدت من انطلاقته الأدبية وانتزع على إثرها جزء كبير من كتابه «الشعر الجاهلي»، وأعقب حادثة فودة بأقل من ثلاث سنوات وفي 1995 طعن الأديب العالمي صاحب جائزة نوبل «نجيب محفوظ» على يد متطرفين اتهماه بالكفر والخروج عن الملة بعد نشر روايته «أولاد حارتنا» على إثر الفتوى ذاتها التي قتلت المفكر فودة والتي صدرت من الشخص ذاته (عمر عبدالرحمن) مفتي جماعة الإخوان، والقائمة تطول بأسماء مفكرين وروائيين كانت حروفهم أسباب تهديد وقلق وإقصاء!
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يكمن الرعب في أيادٍ تلطخت بالدماء والتفجير تحركها عقولٌ فخخت بفتاوى العنف وقتل المختلف أو تكفيره، أم في حروف تنير العقل وتزهر الخيال وتثبط الكراهية؟